الأمازيغية 1
الأمازيغية (أو تمازيغت) هي إحدى اللغات الأفريقية الحية, ويتحدث بها الأمازيغ في شمال أفريقيا بالإضافة إلى بعض المدن الأوروبية نتيجة هجرة الأمازيغ إلى أوروبا خاصة إلى فرنسا حيث يشكل الأمازيغ الجزائريون والمغاربةشريحة مهمة من المهاجرين وأيضا في هولندا وبلجيكا وألمانيا حيث يشكل الأمازيغ المغاربة أحد الشرائح البارزة فيها. كما أن الغوانش كانوا يتحدثون باالأمازيغية الكنارية قبل أن يقضي الأستعمار الأسباني على اللغة الأمازيغية فيها. والغوانش على الرغم من كونهم قد أصبحوا أسبانيي اللغة إلا أنهم ما يزالون يرون أنفسهم أمازيغيين ويسعى الكثير منهم إلى إحياء ودعم اللغة الأمازيغية في جزر الكناري
اللغة الأمازيغية 2
اللغة الأمازيغية هي لغة شمال افريقية حسب جل الباحثين اي لغة حامية .
وعلى العموم فإن الأمازيغية وفق المصطلحات [[ميتافيزيقيا|الميتافيزيقية]] هي لغة حامية [[مصر|كالمصرية]] القديمة وغيرها من اللغات الحامية, حسب الأتجاه السالف الذكر .
ويذهب الباحث اللساني الدكتور محمد المدلاوي في مقال له حول مبادئ المقارنة اللغوية السامية الحامية منشور في العدد الأول من مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة-المملكة المغربية، إلى إمكان اعتبار الأمازيغية متفرعة مباشرة من اللغات السامية، وأن بالإمكان الوصول إلى إعادة بناء اللغة السامية الأم انطلاقا من المقارنة بين اللغة العربية القديمة واللغة الأمازيغية، وقدم لذلك أمثلة عديدة، ومنهجية علمية دقيقة للتوصل إلى إعادة بناء الإرث المشترك بين اللغتين .
غير أن بعض الباحثين ك[[أحمد بوكوس]] يرون أن الأمازيغية ليست [[حامية]] ولا [[سامية]] وأنما [[لغة]] مستقلة بذاتها ويرى [[كارل برسه]] أن ال[[أمازيغية]] لغة متأثرة باللغات ال[[أفروآسيوية]] أي ال[[حامو-سامية]] وأن الكلمات المشتركة بين ال[[أفروآسيوية]] هي ثلاثمائة كلمة, وهذا يعني أنه ليس هناك من علاقة جذرية بين هاتين المجموعتين .
إذا كان الخلاف قائما حول العلاقة اللغوية بين العربية والأمازيغية، فإن التفاعل اللغوي بين العربية والأمازيغية يتضح بجلاء بعد الفتح الإسلامي, فبعض الأمازيغ تعربوا، وبعض العرب تمزغوا, أما الأمازيغ غير المعربين فيستعملون كلمات عربية خصوصا في مجال الدين والعبادات إضافة إلى كلمات لاتينية في مجال التجارة والعمل. كما أن تأثير الأمازيغية في اللهجات العربية المغاربية واضح بجلاء صوتا وصرفا وتركيبا ودلالة، وذلك نتيجة قرون طويلة من التفاعل بين اللغتين على ألسنة الساكنة المحلية عربية كانت أو أمازيغية
اللهجات الأمازيغية 3
يتفرع عن الأمازيغية ما يقارب 11 لهجة غير أن هذه اللهجات تتحد في القاعدة اللغوية المشتركة بينها ويمكن للناطق بأحد اللهجات الأمازيغية أن يتعلم اللهجة الأخرى في أيام إذا كان يتقن لهجته الأم كما يرى أندري باسيه. ولقد بدأ العمل على معيرة اللغة الأمازيغية حتى يصطلح الناطقون على لغة موحدة تمهيدا لالاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية الذي يطالب به الأمازيغ في المغرب والجزائر وليبيا ومالي .
تأثير الأمازيغية على اللهجات المغاربية
وتجدر الإشارة إلى أن لهجات الشمال الأفريقي أو اللهجات العربية المغاربية متأثرة بشكل كبير باللغة الأمازيغية, ويظهر ذالك في الأسماء والكلمات الأمازيغية التي تستعمل في اللهجات العربية المغاربية, بل حتى أن الطبيعة المورفولوجية للهجة المغاربية أصبحت ذات طابع أمازيغي فتكونت بذلك كلمات بعيدة عن طبيعة اللغة العربية فنجد كلمات يتتابع فيها حرفي السكون, وأخرى قد أصبح فيها الحرف القمري حرفا شمسيا. وتولدت في اللهجات المغاربية أشكال لصوائت قصيرة لا علاقة لها بالعربية. وأهم لهجاتها: الشلحية القبائلية المزابية التارقية الشاوية الشنوية (في الجزائر
الأمازيغية في الواقع الامازيغي 4
وما تجدر الأشارة إليه هو أن الأمازيغية لم تنل قسطا مناسبا على غرار اللغات الأخرى في أبحاث الدارسين. ذلك لأن الأمازيغية لم تدعم بأديولوجيات دينية أو قومية كما حدث للغات العربية واللاتينية التي أكتسبتا اللغة الرسمية للدين الإسلامي في المجتمعات الإسلامية في حين جعلت اللغة اللاتينية لغة الدين المسيحي في أوروبا قبل أن يساهم الأستعمار في نشرها على نطاق واسع .
ثم إن الأمازيغية أصبحت تشكل عائقا للوحدة العربية حسب ما يعتقد به "القوميون العرب" بل ويذهب بعضهم إلى التفسير التآمري القضية الأمازيغية كصنيعة استعمار فرنسي جديد. ويعتبر أصحاب هذه النظرية أن ما اصطلح على تسميته بالظهير البربري حركة استعمارية سافرة ودليل قاطع على شر الأمازيغية والأمازيغييون. في حين أن الظهير البربري لم يكن له تاريخيا أي وجود .
بالإضافة ألى ذلك فإن "القوميين العرب" يرى معظمهم أن الأمازيغ ليسوا إلا عربا باسم آخر وأن معظم المصادر عملت على تشويه الحقيقية كما يرى الأستاذ الليبي فهمي خشيم في أحدى الحوارات المنسوبة إليه. بل إنه يرى أن الأمازيغ أعرب من عرب عاربة. وهذا يعني أن الأمازيغية حسب هذه النظرية عربية محرفة أوقديمة, بل وصفها البعض باللغة العربية الفصيحة. وبالتالي فأن أنصار هذه النظرية يرون أن الأمازيغية لغة سامية كالعربية ألا أنها عربية قديمة. ويطرح هذا الموقف السؤال التالي: لماذا لا يعترف العرب بالأمازيغية ماداموا يعتبرون الأمازيغ أكثر عروبة من العرب أنفسهم؟ !
والقول بأن الأمازيغية لغة عربية قديمة يعني أن العربية لغة أمازيغية حديثة. وهو رأي يغفله العديد من الباحثين ممن يسميهم بعض الأمازيغ القوميين بمدرسة فهمي خشيم .
غير أن علم اللغة وأن كان علما اجتماعيا غير دقيق يحتمل التسييس فأنه من الصعب القول بأن هناك علاقة مباشرة بين العربية والأمازيغية. فعلاوة على أن الأسماء المشتركة بين اللغة الأمازيغية واللغات السامية والحامية في شكل كلي لايزيد عن الثلاثمائة مفردة وهذا يعني أن هناك تأثيرا بين الطرفين وليست علاقة جذرية .
كما أن اللغات السامية لم تظهر إلا في الألفية الثالثة قبل الميلاد, في حين أن الأمازيغية ظهرت مع الأنسان القفصي على أقل التقديرات, والأنسان القفصي هو الأمازيغي الأول الذي ضهر بتونس في مدة تتراوح بين الألفية السابعة والتاسعة قبل الميلاد وهذا يعني أن الأمازيغية أقدم بأربعة ألآف سنة عن اللغات السامية, والأستاذ مصطفى أعشي يلخص ذلك في أحد المقالات المنسوبة إليه بأن الأمازيغية أقدم من اللغات السامية إن لم تكن هذه الأخيرة تفرعا للأمازيغية. شيئ من هذا القبيل نجده عند كارل برسه في أحد حواراته ردا على العلاقة الأستعرابية بين الأمازيغية والعربية حيث يرى أن الأمازيغية أقدم بكثير من العربية على الأرجح. ويدعم هذا الطرح ذاك الأكتشاف الهام في جنوب المغرب, حيث اكتشفت وبالصدفة مدينة أمازيغية في جنوب المغرب تعود ألى خمسة عشر ألف سنة قبل الميلاد كما يرى البعض وعلى رأسهم أستاذ علم الأثار مصطفى أعشي, في حين يرى البعض الآخر أنها تعود ألى تسعة ألف سنة قبل الميلاد
الكتابة الأمازيغية 5
لقد تعطلت الكتابة بأبجدية تيفيناغ في معظم شمال أفريقيا بعد أن اختار الأمازيغ طوعا أو كرها الخطين اللاتيني والعربي, غير أن الأمازيغ المسمون بالطوارق حافظوا على هذه الكتابة .
تيفيناغ بالأضافة ألى أنه كتابة تدوين فهو أداة زينة وتجميل, فهو يظهر مزينا للزرابي الأمازيغية التي ذاع سيطها, كما أنه كتابة تزين حلي الأمازيغ ألى يومنا هذا عندالطوارق, وهو جزء من الأشكال الزخرفية للحناء كما يبدو في صفحة الإشهار للإذاعة المغربية أ.ت.م., وحتى في الوشم عند الأمازيغ .
تيفيناغ القديم هو كتابة صامتة شأنها شأن الفينيقية اللقديمة والعبرية والعربية, غير أن أختيار المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب لهذاالخط جعله يحضى باهتمام العديد من الباحثين الناشطين في الحقل الأمازيغي, وذلك لتطويره وجعله قادرا على مسايرة العصر, وبالفعل فقد خرج المعهد بكتابة تيفيناغ عصرية حاول استيعاب مجمل الحروف التي تستعملها مختلف اللهجات, ولقد نال تيفيناغ اعتراف منظمة الأيسوا, ويبدو أن هذا المجهود كان على مستوى دولي, أذ ساهم فيه المغاربة والجزائريون والليبيون والماليون والكنديون .