ازول فلاون ....
أن الذين يعتقدون انهم عرب ، وباسم العربية يدّعون الديمقراطية و هم ابعد ما يكونوا عنها ، عندما يقوموا بأقصاء و تهميش شعب آخر ، وهو من اقدم شعوب العالم ، وهنا اعنى بالتحديد الشعب الامازيغي .
و الذين يضنون انهم مسلمون، و باسم الإسلام يدّعون العدالة ،وهم ابعد ما يكونوا عنها ، عندما يفشلون في إقناع الناس بأفكارهم العروبية ، يلجأوون الى إستعمال القوة ، حتى وصلت بهم الحقارة الى درجة استغلال الإسلام لأجل التعريب ، و ان صعب التعريب فالترهيب هو الانجع ، و هم يطبقون نفس سياسات الامويين و العباسيين مع الشعوب التى احتلّوها .
حجتهم في ذلك ان القرآن نزل باللغة العربية ، إذاً عليهم بتعريب العالم كله، و لكن
هم غافلون عن ما كان من لغة القرآن ، وانهم لا يعلمون ان لغة القرآن بها من الألفاظ الأعجمية اكثر من الألفاظ العربية .
و منها الألفاظ الفارسية و الكردية و الآرامية و العبرية و الامازيغية و السريانية ..الخ ، و هذا ما ذكره العلماء المسلمون ، ومنهم المعاصرين لنزول القرآن ، وما نؤكده الآن من أن في القرآن ألفاظ من اللغة الامازيغية ، ونحن نعرف معانيها ولكن العلماء العرب مازالوا يجهلونها حتى الان .
و الى الذين يدّعون أن القرآن عربياً ، نحن نرد عليهم ، و نقول إنما القرآن نزل لجميع الشعوب ومن عدة لغات ، و تفسيراً لقوله ( و انزلناه قرآناً عربياً ) ، فكلمة عربياً لا تعني الجنس او العرق و إنما هي ( أعرابياً ) و تعني بدوياً أي أن القرآن نزل الى البدو ، وعن طريق واحد من البدو .
و كما هو معلوم لدينا من ان القرآن قبل موت محمد كان غير مكتوب و انما كان يتناقلونه عن طريق الحفظ من شخص الى آخر ، وبعد موت محمد قام الأمويون و العباسيون بجمع و ترتيب وكتابة القرآن وهذه الكتابة استمرت سنوات حتى انتهى الى ما هو عليه الآن ، ومن منا لا يخطئ او ينسى ، فلربما عند كتابة القرآن سقطت همزة او حرف من احدى الآيات ، وهذا مما يجعلنا نعتقد ان ( عربياً ) ربما تكون ( أعرابياً ) و بهذ الشكل القرآن أعربياً أي بدوياً .
و العرب قبل الإسلام تقول هذا اعرابي اى بدوي ، ولم تستعمل هذا اللفظ تعبيراً عن الأقوام العربية ، فالعرب كانت في الجاهلية قبائل تتنادى بأسمائها ، وهى قبائل متفرقة و متنازعة في الجزيرة العربية ، ولم تضمها أي رابطة قومية عروبية .
ان الذين يعتقدون ان اللغة الامازيغية هى لغة شفوية ولا تصلح لتكون لغة عصرية و مكتوبة ، فهم مغالطون ، لأن اللغة الامازيغية مازالت حية حتى هذه اللحظة ، و الان دخلت الجامعات و المدارس و هي تدرس في كل من المغرب و الجزائر ، و الذي نطالب به الآن هو إدخالها الى الجامعات و المدارس في باقي أقطار شمال افريقيا .
وهذه الحالة المتقدمة التي وصلت إليها اللغة الامازيغية ، هى نتيجة الكفاح المستمر و إصرار الشعب الامازيغي على التحدي و الصمود في وجه الحكومات التى مارست ضده جميع فنون الإقصاء و التي مازالت تمارسه في بعض اقطار شمال افريقيا .
ان اللغة الامازيغية متعددة اللهجات و هذا يعني التنوع والثراء ، وهي التي ابتكرت اول أبجدية في التاريخ وهي ( تيفيتاغ ) ، والتي مازالت حتى اللحظة تستعمل في الكتابة ، وبعد ان قام المعهد الملكى لثقافة الامازيغية بالمغرب بتطويرها و اقرارها في المناهج الدراسية المغربية مثلها مثل العربية .
و لصعبة تدريس هذه الابجدية في المدارس حالياً فأن كثير من المثقفين الامازيغ ادخلوا الابجدية اللاتينية ( agemmay ) لتكون بديل مؤقت لـ ( تيفيناغ ) ،كما فعلت كثير من شعوب العالم مثل اللغة التركية و الكردية ….الخ
وكذلك هناك من يستعمل الأبجدية الآرامية المعروفة ( بالابجدية العربية )، لأجل تسهيل التعامل بها .
ونحن هنا في ليبيا لدينا كل الإمكانيات لتدريس اللغة الامازيغية في المدارس الليبية ، سواء من ناحية المدرسين او من ناحية المناهج الدراسية ، ولكن العائق الوحيد هو عامل الإقصاء و التهميش الذي يمارس داخل ليبيا .
وفي الوقت الحاضر نطرح سؤال الى متى يستمر هذا الاقصاء و التهميش ، ومادام المعنيين بالأمر يعرفون أن الامازيغية آتية بلا ريب ، و أن التاريخ علمنا ان الملوك و الحكومات و الرؤساء ، لهم سنوات معدودة في الحكم ، وان الشعوب تبقى الى الأبد ، كما بقيت الامازيغية عبر آلاف السنين ، وكم من محتل مر بهذه الأرض ولم يدم طويلاً . تانميرت